القائمة الرئيسية

الصفحات

تكثر في جلساتنا العائلية الغيبة والنميمه أشعر بالذنب ولا أعلم ماذا أفعل؟


بسم الله 

تقول اخت في رسالتها:

تكثر في جلساتنا العائلية الغيبة والنميمه أشعر بالذنب ولا أعلم ماذا أفعل؟

أنا فتاة متزوجة منذ عدة أشهر ونعيش في بيت عائلة زوجي ونجتمع يوميا مع أم زوجي وزوجات إخوة زوجي (سلايفي) من أجل إعداد طعام أو أي عمل منزلي فأقصي معهم ساعات قليلة في اليوم ولكن كثيرا ما نقع في الغيبة والنميمه في تلك التجمعات وبعدها أشعر بالذنب وتأنيب الضمير ولكني لا أعلم كيف أتصرف عندما يبدأ الحديث بالغيبة والنميمه فأنا مازلت حديثة القدوم إلى هذا البيت ومن في البيت يعاملونني معاملة طيبة ولا أرغب في إحراجهم أو جعلهم ينفرون مني أشعر بالحيرة ولا أعلم ماذا أفعل؟ نصيحتكم وجزاكم الله خيرا

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

بداية إبنتنا السائلة نشكر لكي مراسلتنا وحرصك علي الخوف علي نفسك ودينك و نسأل الله لكي الصلاح والهدي والتقى وجميع بنات المسلمين اللهم امين

للأسف كثيرا ما تنشأ الغيبة والنميمه في التجمعات العائلية فهذا أمر كثير الحدوث إلا من رحم ربي ولا حول ولا قوة الا بالله ولكن بداية الوقوع في ذنب كهذا هو الاستخفاف به والجرأة على الذنوب ولا حول ولا قوة الا بالله أصبحنا في زمن نستصغر الذنوب وقد قال أحد الصحابة الكرام كنا نعدها من المهلكات

وقال صلوات ربي وسلامه عليه لما روي عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بملاك ذلك كله، قلت بلى يا نبي الله، قال: كف عليك هذا، فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. "

وقال ربنا في كتابه العزيز :" ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا.. "

فمعرفة عظم الذنب هي خير معين علي تركه مع الاستعانه بالله 

فبعد أن علمنا خطر وعظم الكلمة نأتي لبعض الحلول التي قد تعينك بإذن الله علي عدم الوقوع في هذا الأمر :

  • عليكي أولا التوبة بصدق مما وقع منكي من غيبة ونميمه والعزم علي عدم العودة إليها مرة أخري وطلب العون علي ذالك من الله بندم وصدق مع الله 
  • ثم انه عليكي أن تجعلي وجودك في تلك التجمعات مقصورا علي العمل الذي تقومين به وتجعلي وقت العمل في الحديث عنه فوقت إعداد الطعام تتحدثين عن الطعام مثلا او عن إعداده أو ما شابه فضلا عن كونك تستطيعين أن تشغلي هذا الوقت بذكر الله فليكن أفضل وأعظم أجرا 
  • لا تبدأي بسؤال أو فتح موضوع قد يجرك إلي الغيبة والنميمة ولينشغل الإنسان بإصلاح نفسه وبحاله ففيه النجاة والسلامة 
  • إن حدث ووقعتي في غيبة فلتحرصي علي ذكر من وقعتي في غيبته  بخير ولا تقعي في أعراض الخلق واحرصي علي عدم الانخراط في الحديث وانسحبي بهدوء
  • وتذكري قول نبيك الكريم :"من أرضي الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ومن أرضي الله بسخط الناس رضي الله عنه وأراضي عنه الناس" 
  • وتذكري أن قلوب من تريدين رضاهم بوقوعك معهم في غيبة ونميمه  بيد من تعصيه "وما عند الله لا ينال بمعصيته 

وإعلمي بنيتي كلما امتلئ العقل ثقل اللسان عن الحديث وكلما كان العقل فارغا زادت ثرثرة اللسان فلتحرصي علي ما ينفعك ولتشغلي وقتك بالعلم عن الله والتعلم وذكر الله والتفقه في دينك وحفظك لكتاب الله وتدبره وتعلم كيف ترضين ربك وزوجك وتقومين علي شؤن بيتك عندها لن تجدي وقتا ولا طاقة للوقوع في أعراض الخلق والحديث عنهم فما يوقع المرء في حياة غيره سوي الفراغ وعدم تركيزه في حياته التي سيحاسب أمام الله عن كل ثانية فيها 

قال صلوات ربي وسلامه عليه :"لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه.." 

والله نسأله أن يحفظ علينا جوارحنا وأن يجعلها شاهدة لنا لا علينا "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون" 


تعليقات