إن المجتمع ثمرة اصطناعية متفق عليها، إلا أن بنود هذا العقد ليس الملك طرفا فيه، فهو بين الأفراد الذين أخذوا قرار أن يكون الملك على رأسهم. فالفرد يتخلى عن حقوقه للدولة مقابل حمايته وتحقيق الأمن، لذلك ينتقد هوبز مسألة فصل السلطات لأنه يدافع وبقوة عن السيادة المطلقة، لأنه حسبه تحقيق الخير لشعبه؛ لا ينفصل عن تحقيق خيره ( الأمير). الطبيعة عند هوبز جعلت الناس متساويين فيما يخص القدرات الجسدية والفكرية. إلا أن حالة الطبيعة يعيش الناس فيها بدون آمان حيث يقول توماس هوبز في الفصل المعنون في حالة الجنس البشري الطبيعية، فيما يتعلق بسعادته وبؤسه من كتابه اللفياتان: " ...ولا فنون ولا آداب، ولا مجتمع والأسوأ من هذا كله وجود خوف متواصل وخطر وموت عنيف، وكون حياة الإنسان وحيدة بائسة بغيضة قاسية وقصيرة".([2]) لأنه في حالة الطبيعة لا توجد الخطيئة والجريمة، الصواب والخطأ، الظلم والعدل. نظراً لأنه لا يوجد قانون الذي لا يسن إلا بالاتفاق بين بني البشر على الشخص المشرع، كذلك في حالة الطبيعة لم تكن هناك ملكية خاصة، وما هو ملك للإنسان يحصل عليه بقدراته وصراعه من أجل الاحتفاظ به. فبمقتضى الحق الطبيعي الإنسان يفعل ما يحلو له يستعمل حريته في استخدام القوة من أجل الدفاع عن نفسه لكي يحافظ على حياته. الإنسان في حالة الطبيعة يأخذ حقه عن طريق القوة، في حالة الإنسان الطبيعية يحكم عقله لكي يحفظ بقائه يقول هوبز: " في حالة كهذه يملك كل إنسان الحق على كل شيء، بما فيه الحق على جسد الآخرين".([3])هذه الحرية التي تخول للإنسان فعل أي شيء في الحالة الطبيعية هي ما تجعل الكل في حالة حرب، لذلك كي يحل السلام على الإنسان أن يتخلى عن حقوقه خاصة ما يتعلق بمسألة الحرية في فعل أي شيء، والأمر يكون إما بالتخلي أو بالتفويض.
Comments