أصبح العنف السياسي جزء من الحياة اليومية؛ فهو ظاهرة قديمة قدم الإنسان، كما أنه ظاهرة كونية ووحشية وأسبابه متعددة فقد تكون سيكولوجية أو اجتماعية، سياسية. يعتبر العنف السياسي من أكثر أنواع العنف انتشاراً وهو طريقة للوصول إلى السلطة أو الحفاظ عليها، وبالتالي يحضر التخريب والتدمير لتحقيق تلك الأهداف. إنه منفلت من قبضة الزمان والمكان، والإنسان كما سبق تعريفه بأنه كائن سياسي فهو كذلك عدواني وعنيف. هو عنف يدور حول السلطة وهو متبادل، فهو يمثل الجماعة وتوجهاتها، كما أنه مؤشر دال على عدم الاستقرار الاجتماعي، إن النظام السياسي هو الذي يحتكر أكثر أدوات القوة، كما أن النظام السياسي مطلوب منه تحقيق الاستقرار والأمن وخلق توازن بين طبقات المجتمع؛ ورعاية حقوق المواطنين. يقول الفيلسوف الإنجليزي جون لوك John Locke (1632 1704) في كتابه ’رسالة في التسامح‘: " لكن بما أنه لا أحد يرضى بإرادته عن حرمانه من جزء من خيراته، وبالأحرى من حريته أو حياته، فإن الحاكم مسلح بقوة مكونة من القوة المجتمعية لكل الأفراد، من أجل معاقبة من ينتهكون حق الغير".([1]) وقد يحصل العكس وهو أن هذه النظم السياسية قد تلجأ إلى أسلوب المكر والقمع والسيطرة والاستغلال وتجعل سلطتها قائمة على التخويف والإرهاب مما يتطلب عنف آخر مضاد لكي يعترض على عنف الدولة وقراراتها الجائرة والمطالبة بالحقوق.
Comments